قالت شركة مشاريع الكويت (القابضة) في منتدى الشفافية الذي تعقده سنوياً إن مجموعة من العوامل الخارجية مثل التشريعات، وتقلّبات العملة وأسعار النفط ستؤثر على أرباح الشركة في عام 2017. ومع ذلك فإن محفظة الاستثمارات المتنوعة للشركة، والدعم القوي الذي تتمتع به من المساهمين إلى جانب ممارساتها الداخلية التي شكلت الأساس للنجاح الذي تحققه المجموعة ستساعد الشركة على مواجهة هذه التحديات.

وقدمت الشركة خلال المنتدى استعراضاً لنتائجها في عام 2016 وتطلعاتها لعامي 2017 و2018 للمساهمين والمحللين الماليين والمؤسسات المستثمرة.

وكان المنتدى قد عُقد عقب اجتماع الجمعية العمومية للشركة التي وافق خلالها المساهمون على توزيع أرباح نقدية بنسبة 25 بالمائة (25 فلساً للسهم الواحد).

وفي إطار استعراضها للعام الماضي قالت شركة المشاريع إن عام 2016 شهد تحقيقها العام الخامس والعشرين من الربحية المتواصلة على أن يكون هذا العام هو العام الخامس عشر على التوالي الذي تعمل فيه الشركة على تقديم توزيعات نقدية للمساهمين. وأشارت الشركة إلى أن قيمة توزيعاتها بلغت خلال خمسة وعشرين عاماً 484 مليون دينار كويتي. وقدمت الشركة لمحة عامة عن قصة نجاحها الاستثنائية في مجال نمو الأصول والإيرادات ومحفظة شركاتها. كما سلطت الضوء على أداء الشركة المتوازن في عام 2016 على الرغم من التحديات الاقتصادية.

وقالت الشركة إن ثقة الأسواق المالية العالمية باستراتيجيتها كبيرة وخير دليل على ذلك نجاحها في إصدار سندات بقيمة 500 مليون دولار أمريكي تحت مظلة برنامجها لإصدار أوراق مالية متوسطة الأجل باليورو بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي بسعر فائدة ثابتة بنسبة 4.5 بالمائة. وقد فاق الاكتتاب في السندات أربع مرات وحصلت الشركة على مستوى فائدة جديد. وقد جاء إصدار السندات بالتزامن مع عطاء لسندات الشركة التي تستحق في عام 2019. ونتيجة لذلك تم تمديد متوسط استحقاق الديون إلى 5.8 سنوات كما في مارس 2017 كما أن سعر الفائدة المنخفض سيؤدي إلى توفير حوالي 22 مليون دولار أمريكي من تكلفة الفائدة سنوياً.

وفي إطار استعراضها أداء الشركات خلال العام الماضي قالت شركة المشاريع إن إيرادات بنك برقان حققت ارتفاعاً بنسبة 8 بالمائة بعد أخذ تغيرات قيمة العملات الأجنبية والإيرادات غير المكررة بعين الاعتبار، في الوقت الذي سجلت فيه الأرباح الحقيقية للبنك نمواً بنسبة 23 بالمائة بعد استبعاد البنود الاستثنائية كالربح من العملات الأجنبية وغيرها. كما نجح البنك في تحسين إدارة المخاطر وتعزيز معدل كفاية رأس المال الذي بلغ 16.7 بالمائة كما في نهاية 2016.

أما على صعيد OSN، فقد شهد العام الماضي تعيين فريق إداري جديد بهدف تنفيذ استراتيجية النمو للشركة الناشطة في مجال خدمات التلفزة الفضائية المدفوعة. وتم إطلاق باقات اشتراك بأسعار جديدة بهدف دعم خطة رفع عدد المشتركين إلى ثلاثة ملايين مشترك في غضون 5 سنوات.

وارتفعت إيرادات مجموعة الخليج للتأمين بنسبة 7 بالمائة خلال العام الماضي الذي نجحت فيه الشركة أيضاً في رفع إجمالي الأقساط المكتتبة بنسبة 15٪ وصافي الاكتتاب بنسبة 9٪. وقامت المجموعة خلال العام بالاستحواذ على شركة تأمين تركية تعمل في مجال التأمين على غير الحياة.

أما شركة العقارات المتحدة، الذراع العقاري لشركة مشاريع الكويت، فقد ارتفعت إيراداتها بنسبة 17 بالمائة على الرغم من تأثرها من خفض قيمة الجنيه المصري. وقامت الشركة خلال العام بافتتاح مشروع العبدلي مول في العاصمة الأردنية الذي وصلت نسبة التأجير فيه إلى 65 بالمائة، كما نجحت في استكمال مشروع أسوار رزيدنسز الكائن في القاهرة الجديدة، إلى جانب إحراز تقدم كبير بأعمال البناء في مشروع منازل.

وكان عام 2016 قد شهد انطلاق أعمال تطوير البنية التحتية في مشروع ضاحية حصة المبارك الذي يعتبر أحد أكبر المشاريع العقارية في الكويت. وستعمل الشركة على تطوير 40 بالمائة من المشروع على أن يتم بيع القسام المتبقية للمطوّرين الذين يشاركون رؤية شركة المشاريع لهذه الضاحية المتكاملة والمتعددة الاستخدامات.

وحول تطلعاتها المستقبلية قالت شركة المشاريع إنها تتوقع استمرار التحديات في عامي 2017 و2018 على خلفية بعض العوامل الخارجية. ومن هذه العوامل التشريعات الجديدة التي يتعامل معها القطاع المصرفي منذ عام 2015، في الوقت الذي تحتاج فيه شركاتنا الناشطة في قطاع الإعلام للبقاء متقدمة على منافسيها ومواكبة التطورات التكنولوجية خلال العامين المقبلين. كما يجب على كافة أنشطة الشركة التعامل مع المعايير المحاسبية الدولية الجديدة، ومخاطر تقلبات أسعار العملات، وعدم استقرار أسعار النفط.

وقال نائب رئيس مجلس الإدارة (التنفيذي) في شركة مشاريع الكويت السيد فيصل العيار خلال المنتدى “نحن نتوقع أن نواجه خلال عامي 2017 و2018 الكثير من التحديات على خلفية مجموعة من العوامل الخارجية بما في ذلك التقلبات في أسعار العملات، وعدم استقرار أسعار النفط والحاجة إلى تطبيق معايير محاسبية جديدة. ولكننا على الرغم من ذلك نتوقع استمرار الزخم في النمو الذي تحققه شركاتنا الرئيسية. لقد ارتفعت إيرادات كل من بنك برقان بنسبة 8 بالمائة ومجموعة الخليج للتأمين بنسبة 7 بالمائة والعقارات المتحدة بنسبة 17 بالمائة في عام 2016، في الوقت الذي حافظت فيه OSN على نفس مستوى الإيرادات التي حققتها في عام 2015. وتشكل هذه النتائج دليلا على قدرتنا على الاستمرار في مواجهة الأوضاع الصعبة التي نتوقعها خلال العامين المقبلين”.

وفي معرض تعليقه على تطلعات الشركة للفترة الممتدة بين عامي 2017 و2018 قال السيد العيار “تواصل الأسواق المالية العالمية تقدير الوضع الائتماني القوي الذي تتمتع به شركة المشاريع ما أدى إلى حصولها على معدلات فائدة مميزة على السندات التي قامت بإصدارها. نحن ندخل عام 2017 مع التوقعات بأن تؤثر العوامل الخارجية على الأرباح لهذا العام. ولكننا مع ذلك نعتقد أن عام 2017 سيشكل القاعدة الأساس للسنوات الخمس المقبلة، وأن عوامل قوتنا الداخلية لاسيما محفظة استثماراتنا المتنوعة، والدعم القوي الذي نحظى به من المساهمين إلى جانب ممارساتنا الداخلية الحصيفة ستساعدنا على مواجهة هذه التحديات”.